نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رسائل أخنوش من لقاء "مسار الانجازات" بأكادير ..الأمن الداخلي خط أحمر والأغلبية الحكومية ستواصل تنزيل البرامج إلى آخر دقيقة, اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 08:24 مساءً
شهدت نهاية الأسبوع المنصرم، حدثا حزبيا بارزا استأثر بمتابعة الرأي العام الوطني. والحديث هنا عن الجولة الرابعة من "مسار الإنجازات" التي حطت رحالها بجهة سوس ماسة. حيث ينظم حزب التجمع الوطني للأحرار، سلسلة جولات بجميع جهات المملكة الاثنتي عشرة، بُغية الإنصات لحاجيات المواطنين والقرب من تطلعاتهم، وتعزيز التواصل المباشر مع الساكنة المحلية بشأن المنجزات الحكومية.
فبرئاسة عزيز أخنوش، رئيس الحزب، ومشاركة كافة أعضاء مكتبه السياسي البالغ عددُهم أربعين عضوا، وتسعة وزراء، وحضور واسع لمناضلي "الأحرار" ومنتخبيه وساكنة أكادير والجهة تخطى 5 آلاف و500 شخص، تميزت الجولة الرابعة من "مسار الإنجازات"، بالروية والاعتدال وإتقان فن التجاهل، التي ترجمها أخنوش في خطابه، وذلك عقب هجمات كثيرة تعرض لها هو وحزبه وعدد من وزرائه، جعلت إلقاءَه لخطاب سياسي صدامي هو أقرب ما مُتوقَع.
الكل كان يرتقب من أخنوش وفريق الوزاري ومنتخبيه، الذين تتابعوا على المنصة أمام تشجيع حماسي كبير من ساكنة سوس، وتحت عدسات الكاميرات التي تؤمن النقل المباشر للملايين، أن يقوموا بقصفهم مضاد على من قصفهم بالأمس، على نحو ما نراه منذ مدة ليست باليسيرة، خاصة مع حزب "المصباح"، من تحولِ السياسة في بلادنا إلى فرجة فوق ركح مسرح صدامي، حيث يستنكر الجمهور تارة ويستمتع أخرى، في وسائل التواصل الاجتماعي بملاسنات وانزلاقات الساسة.
لكن ما حدث في منصة "الأحرار" خلال هذا اللقاء، كان بخلاف ذلك تماما، حيث ظهر عزيز أخنوش متئدا جانحا إلى السلم، ليس في الكلمة التي ألقاها أمام الآلاف في معقله الانتخابي فقط، وإنما حتى في الإخراج العام الذي صمم لهذه المحطة التجمعية الأكبر من نوعها، والتي أعقبت ثلاث محطات أخرى انطلقت من أبعد جهة في أقاليمنا الجنوبية، وغطت كلا من جهة الداخلة وادي الذهب، والعيون الساقية الحمراء، وكلميم واد نون.
خطاب أخنوش تضمن وفق محللين، ثلاث رسائل حاسمة:
الأولى موجهة إلى جميع الفاعلين، ومضمونها أن المساس باستقرار المغرب خط أحمر، وذلك في سياق عالم متوتر تعتمل فيه الصراعات، وهي عبارة شاملة لكثير من مؤشرات الانزلاق التي طفت على السطح في الآونة الأخيرة.
والثانية تفيد بأن "الأحرار" لن يصارع حلفاءَه ولن يُجر إلى تعطيل العمل الحكومي نظرا لاقتراب الانتخابات التشريعية التي لا يفصلنا عنها سوى عام وبعضة أشهر. من ثمة اختار أخنوش، تعابيرَ دالة مثل: "الحكومة ستعمل إلى آخر دقيقة من ولايتها"، و" حلفاؤنا في الأغلبية"، و"عمل وزراء الأحزاب الأخرى"..
الثالثة والأخيرة، هي أن هذه الحكومة لن تقع في فخ التراشق السياسي والإعلامي مع جهات في المعارضة، يتزعمها حزب العدالة والتنمية الذي يستهدف الأحرار وحكومتهم، ليكون تسريع وتيرة الإنجازات في الميدان هو جواب.
التهدئة مع الحلفاء، وعدم مجاراة المعارضة، كاختبار، بدا بوضوح أيضا في خطاب القياديين التجمعيين الذين تناوبوا على الكلمة. فالوجوه التجمعية المعروفة بالقصف لم تأخذ الكلمة، والوزير الشاب لحسن السعدي، الذي انتقد زعيم العدالة والتنمية في خرجاته الأخيرة، كانت كلمة مقتضبة. بينما باقي الوزراء والمنتخبين والطلبة والمستثمرين وسكان الجهة، هم من استأثر بالمنصة.
في هذا الإطار، يلاحظ كذلك أن عزيز أخنوش بقي متمسكا بنهجه ذاته من جهتين:
أولاً نجاحات الحكومة هي بفضل استراتيجيات وتوجيهات جلالة الملك، وليس هذا بحال اختباء وراء الملك، ولا تهرب من تطبيق الدستور. فرئيس الحكومة الحالي، قطع سياسيا مع تجربة حكومية سابقة، تمت خلالها شخصنة عمل الدولة والحلفاء ونسبته إلى أنا نرجسي.
ثانيا، علاقة بتدبير النجاحات، لا يتكلم أخنوش عن نفسه، وإنما عن "وزراء الأحزاب الأخرى" وعن "حلفائه في الأغلبية"، وهو أيضا أسلوب خاص في القطع مع تجربة سابقة في تدبير التحالفات. وهذا مما يجعل الأغلبية التي يقودها رئيس الحكومة الحالية، هي الأكثر استقرارا والأقل توترا خلال العقود الثلاثة الماضية..
0 تعليق