تمكّن علماء الحشرات أخيراً من إماطة اللثام عن أحد أكثر أجناس العناكب غموضاً، بعد أن ظلّ عصيًّا على الاكتشاف لسنوات طويلة بسبب عيشه في مناطق جبلية وعرة بجزيرة نيوزيلندا الجنوبية. وقد قادت الجهود الحثيثة إلى التعرف على 12 نوعاً جديداً من هذه الكائنات المثيرة، المعروفة بقدرتها الفائقة على التمويه.

وجرى العثور على هذه العناكب خلال رحلات ميدانية شاقة في بيئات ألبية قاسية، حيث تنخفض درجات الحرارة وتشتدّ الرياح وتنعدم الأشجار. وفي هذه الظروف البيئية المتطرفة، أظهر الباحثون قدرة كبيرة على رصد العناكب التي تندمج ألوانها مع الصخور المغطاة بالأشنة، ما يجعل اكتشافها بالغ الصعوبة.

وقد أطلق العلماء على الجنس الجديد اسم "Ourea"، نسبة إلى آلهة الجبال في الميثولوجيا اليونانية. وتتميّز هذه العناكب بقدرتها على التكيّف والاختباء، إذ تبني ملاجئ حريرية تحت الصخور، وتُظهر رشاقة عالية في الحركة، ما يعزز فرص نجاتها في بيئتها العدائية.

وبحسب ما أوضحه موقع "ساينس ألرت"، يعيش عشرة من هذه الأنواع المكتشفة حصرياً في المناطق المرتفعة، بينما تم العثور على نوعين في أماكن أقل ارتفاعاً. وقد اعتمد العلماء على فحص الأعضاء التناسلية الدقيقة لتمييز كل نوع بدقة، نظراً لتشابه الشكل العام للعناكب.

ويأمل الباحثون أن يُسهم هذا الاكتشاف في تعزيز فهمنا للتنوع البيولوجي في المناطق الألبية التي ظلت لسنوات غير مستكشفة بالشكل الكافي، مما يفتح آفاقاً جديدة لدراسة أنماط التكيّف لدى الكائنات التي تعيش في البيئات الجبلية القصوى.