كشف تقرير طبي حديث أن نحو 15% من البالغين في الولايات المتحدة – أي ما يعادل 40 مليون شخص – يعانون من درجات مختلفة من فقدان السمع، تتراوح بين الخفيف والشديد. ورغم أن التقدم في السن يُعد من الأسباب الطبيعية، إلا أن الخبراء يحذرون من عوامل أخرى لا تقل خطورة، أبرزها الضجيج الحضري المزمن، والإصابات، وبعض الأمراض المزمنة مثل السكري والزهايمر.

ويحذر اختصاصي السمعيات الدكتور سيث ويبل من خطورة التعرض المستمر لأصوات المدن الكبرى مثل نيويورك، مشيراً إلى أن "الضجيج الحضري قد يسرّع فقدان السمع، ويجب التعامل معه بجدية عبر استخدام أدوات الحماية السمعية مثل سماعات إلغاء الضوضاء". كما نصح باختيار أماكن جلوس أهدأ في الأماكن العامة ووسائل النقل، لتقليل التعرض للصخب المستمر.

وتبدأ علامات ضعف السمع غالباً دون أن يشعر بها الشخص نفسه، حيث يلاحظها المحيطون به أولاً، وتشمل تكرار السؤال "ماذا قلت؟"، ورفع صوت التلفاز، وصعوبة فهم الكلام في البيئات المزدحمة. وفي هذه الحالات، يُنصح بالخضوع لفحص سمع شامل، يشمل تقييم طبلة الأذن ومستوى فهم الكلام.

ويشير التقرير إلى أن أجهزة السمع الحديثة باتت أكثر تطوراً، وتضم تقنيات مثل "Auracast" التي تتيح الاستماع المباشر إلى مصادر صوتية من محيط المستخدم. كما أصبحت بعض السماعات التجارية مثل AirPods Pro 2 خياراً مناسباً للمبتدئين، بفضل دعمها لوظائف سمعية مساعدة.

ويختتم الدكتور ويبل بالتأكيد على أن "أفضل جهاز سمع هو الجهاز الذي تستخدمه فعلاً"، مشدداً على أن الخطوة الأولى نحو تجربة سمعية أفضل تبدأ بالوعي والتشخيص المبكر، في عالم أصبحت فيه الضوضاء جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية.