في إطار جهودها لتعزيز تجربة ضيوف الرحمن وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، أطلقت الهيئة العامة للطرق عددًا من المبادرات النوعية على طريق الهجرة الرابط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، الذي يُعد من أهم المسارات الحيوية خلال موسم الحج. وتأتي هذه المبادرات ضمن خطة متكاملة لرفع جودة الخدمات المقدمة وتحسين البنية التحتية، مع دعم الهوية الثقافية والتراثية للمملكة.

محطات وقود متنقلة تعزز السلامة والاستجابة السريعة

بالتعاون مع الشركة السعودية لخدمات السيارات (ساسكو)، فعّلت هيئة الطرق مبادرة 'محطات الوقود المتنقلة' لتوفير الدعم الفوري لحالات الطوارئ على الطريق، عبر مركز الاتصال الموحد (938)، ما يعزز سرعة الاستجابة ويدعم سلامة الحجاج. وتشكل هذه الشراكة نموذجًا ناجحًا في التكامل بين القطاعين العام والخاص لخدمة الحجاج وتسهيل رحلتهم الإيمانية.

"خيمة الطريق".. بيئة آمنة وراحة للحجاج على الطريق

وأطلقت الهيئة مبادرة 'خيمة الطريق' على طريق الهجرة، والتي تمثل محطة استراحة مؤقتة مخصصة للحجاج، مزودة بأنظمة تكييف متطورة ومرافق للراحة، إضافة إلى تقديم وجبات خفيفة ومشروبات باردة ومواد توعوية عن السلامة. وتهدف هذه المبادرة إلى تحسين تجربة التنقل وتوفير أجواء مريحة وآمنة في ظل درجات الحرارة المرتفعة.

"المواقع المتنقلة" لخدمة الحجاج في حالات تعطل الحافلات

وفي خطوة تعكس حرص الهيئة على تفصيل الخدمات بحسب احتياجات ضيوف الرحمن، تم تدشين خدمة 'المواقع المتنقلة' لدعم الحجاج عند تعطل وسائل النقل، وتعمل هذه الوحدات على مدار 24 ساعة، وتستوعب كل واحدة منها نحو 40 حاجًا، حيث زُوّدت بأجهزة تكييف، ودورات مياه، ومناطق للراحة، ووجبات غذائية متكاملة.

"لوحات ورث".. لمسة تراثية تزين طريق الهجرة

وبمناسبة إعلان عام 2025 عامًا للحرف اليدوية، أطلقت الهيئة بالتعاون مع المعهد الملكي للفنون التقليدية (ورث)، مشروع 'لوحات ورث'، الذي يتضمن أعمالًا فنية مستوحاة من الزخارف والنسيج التقليدي السعودي. وتبرز هذه اللوحات جمال التراث المحلي والهوية الثقافية، معززة بذلك البعد الجمالي والثقافي لطريق الهجرة الذي يحمل قيمة تاريخية ودينية عميقة.

شبكة طرق مترابطة عالميًا وتوجه نحو المرتبة السادسة في الجودة

تُعد المملكة العربية السعودية صاحبة أكبر شبكة طرق مترابطة في العالم بطول يتجاوز 73 ألف كيلومتر. وتسعى الهيئة العامة للطرق عبر هذه المبادرات النوعية إلى رفع تصنيف جودة الطرق إلى المرتبة السادسة عالميًا، وخفض نسبة الوفيات المرورية إلى أقل من 5 حالات لكل 100 ألف نسمة بحلول عام 2030، وهو ما يعزز دور المملكة كمركز محوري في خدمة الحجاج والسياح وقاصدي المقدسات.

التزام استراتيجي برفع كفاءة البنية التحتية وتكامل الخدمات

تجسّد هذه المبادرات مجتمعة التزام الهيئة العامة للطرق بتطبيق استراتيجية شاملة لرفع جودة الطرق وتعزيز السلامة المرورية، إلى جانب تقديم خدمات مبتكرة ومتنوعة تضع راحة الحاج وسلامته في مقدمة الأولويات، وتدمج البعد الإنساني والثقافي ضمن منظومة الخدمات اللوجستية المتطورة.