هاي كورة – بعد مسيرة أسطورية امتدت لأكثر من عقد بقميص ريال مدريد، يستعد النجم الكرواتي لوكا مودريتش لكتابة فصل جديد في مسيرته الكروية، وهذه المرة بألوان ميلان الإيطالي.

رغم أن الصفقة لم تُعلن رسميًا بعد، إلا أن المفاوضات بين الطرفين في مراحلها المتقدمة، وسط توقعات بإتمامها قريبًا بعقد يمتد لموسم واحد مع خيار التمديد لموسم آخر.

بين الرياضة والعاطفة: لماذا اختار ميلان؟

وفقًا لصحيفة ماركا الإسبانية، قرار مودريتش بالانضمام إلى ميلان لا يرتبط فقط بالجوانب الرياضية، بل تحركه أبعاد شخصية وعاطفية عميقة.

اللاعب البالغ من العمر 39 عامًا، والذي خاب أمله بعدم تجديد عقده مع ريال مدريد، كان يبحث عن نادٍ يمنحه دورًا هامًا ويُساعده على الحفاظ على مستواه حتى كأس العالم 2026.

ميلان، بتاريخيه العريق ومكانته في الكرة الإيطالية، كان الخيار المثالي من حيث التحدي والاحترام.

تأثير “بوبان”: قدوة الطفولة تتحول إلى صديق

من أبرز العوامل العاطفية التي أثرت في قرار مودريتش، العلاقة الخاصة التي تربطه بأسطورة ميلان السابق، زفونيمير بوبان.

بوبان لم يكن مجرد قدوة في الطفولة، بل أصبح صديقًا مقربًا، وشخصًا لطالما ألهم مودريتش داخل وخارج الملعب.

ارتداء قميص الروسونيري يُعد، بالنسبة لمودريتش، بمثابة تكريم لهذه العلاقة وإغلاق دائرة حلم الطفولة.

هدف المونديال: ميلان منصة الانطلاق

رغم اقترابه من عقده الرابع، لا يزال مودريتش يطمح لقيادة منتخب كرواتيا في كأس العالم 2026.

وقد فضّل الانتقال إلى ميلان على عروض أخرى من أندية أوروبية، معتبرًا النادي الإيطالي البيئة المثالية التي تمنحه الاستمرارية التنافسية دون ضغط المشاركة في دوري الأبطال.

مفارقة إيجابية: الغياب عن أوروبا سبب إضافي

ربما تكون المفارقة الأبرز أن غياب ميلان عن المسابقات الأوروبية الموسم المقبل، والذي قد يُعتبر نقطة سلبية للبعض، شكّل دافعًا إضافيًا لمودريتش.

فاللاعب لا يرغب في أي مواجهة محتملة مع ريال مدريد، النادي الذي يكنّ له حبًا خاصًا، ولا يتخيل يومًا أن يلعب ضده، خاصة تحت قيادة المدرب تشابي ألونسو، نظرًا لارتباطه العاطفي بالميرينغي.

نهاية أنيقة وبداية هادئة

كل المعطيات تشير إلى أن مودريتش على أعتاب الانتقال إلى ميلان، في خطوة تمثل وداعًا راقيًا للملاعب الأوروبية.

وسيكون الختام المنتظر لمسيرته البيضاء من خلال كأس العالم للأندية، التي يسعى للتتويج بها كهدية وداع لجماهير ريال مدريد، قبل أن يبدأ تجربته الأخيرة في أحد أعظم الأندية في تاريخ كرة القدم.