هاي كورة (بقلم سيرجي كابديفيلا – SPORT)

في صيفٍ مشحون بالتكهنات، اقتحم هانز فليك المشهد الكتالوني على نحو غير متوقع، بعدما كان لابورتا قد جدد ثقته بتشافي.

لكن المدرب الألماني لم يحتج سوى لأشهر ليحوّل الشك إلى يقين، ويصنع من برشلونة 2024/25 فريقاً جائعاً، موهوباً، ومتشبعاً بعقلية الانتصار.

هذا الموسم لم يكن موسم النجوم، بل موسم “برشلونة فليك” بامتياز: الرجل الذي جمع التناقضات، ورسم معالم فريق موحّد من أجيال وخلفيات مختلفة.

من أول يوم، فرض مدونة سلوك لا تقبل النقاش، وأرسى ملامح فريق شديد الانضباط، منضبط في الوقت كما في التكتيك.

الطريق إلى الكامب نو لم يكن سهلاً، رغم إعلان لابورتا عن بقاء تشافي، جاءت “عشاء السوشي” والتطورات اللاحقة لتقلب الأوراق، قبل أن يُحسم الأمر في قمة لندن التي حضرها ديكو وبويان.

فليك لم يأتِ مرتجلاً، حضّر بعناية، وراجع ملفات اللاماسيا، وانطلق بتحضيرات صيفية ضمت لاعبين من الرديف والشباب.

بدأ التغيير مبكراً: ضغط عالٍ، خط دفاع متقدم، وشدة بدنية طوال 90 دقيقة.

ولم يتردد في فرض الانضباط الصارم، فأبعد كوندي وإيناكي بينيا عن التشكيلة بسبب التأخر، “الاحترام يبدأ من احترام الوقت”، قالها مراراً وتكراراً.

أما خارج الملعب، فكان شغفه ببرشلونة واضحاً، شوارع “تورّو بارك”، مطاعم محلية شهيرة، وجولات مع زوجته أو طاقمه الفني، وجد توازنه بين سعادة الحياة الشخصية وتحديات النادي.

وبين العمل والانضباط، وُلد فريق هجومي يحقق قرابة ثلاثة أهداف في كل مباراة، بمتوسط سبع تسديدات على المرمى، وثلاثي هجومي مرعب. كل اللاعبين شاركوا، الكل شعر بأهميته.

قال فليك ذات مرة: “الدوري هو اللقب الأكثر عدلاً”، وقد ناله بعدل، وموهبة، ورغبة لا تهدأ، هذه كانت نسخة برشلونة الجديدة، وهذه كانت بصمة فليك، بداية تحوّل لا يُشبه إلا القادة الكبار.