هاي كورة – ( جوردي كامبس – الموندو ) مقال صحفي

” لا يُعتبر نادي برشلونة لكرة القدم مجرّد “أكثر من مجرد نادٍ” بسبب ألقابه فقط، بل بسبب الطريقة التي يحقق بها هذه الألقاب. هذه القصة — سرد الحكايات — لا تبني الهوية فحسب، بل تفيد أيضًا شركاء الأعمال، والمستثمرين، ووسائل الإعلام.

بعد تفعيل العديد من الروافع المالية خلال السنوات الأخيرة، لا يزال النادي يحتفظ بثلاثة مصادر رئيسية للدخل يجب أن تظل تحت سيطرته الكاملة:

1- الرعاية الرئيسية (حيث لا تزال اتفاقية Spotify وNike مملوكة بنسبة 100% للنادي).

2 – المشاركة في دوري أبطال أوروبا (مع العلم أن جزءًا من حقوق الليغا قد تم الالتزام به بالفعل).

3 – مبيعات تذاكر المباريات (على الرغم من أن بعض مقاعد كبار الشخصيات في الملعب الجديد بيعت منذ أكثر من 30 عامًا).

المنافسة على مستوى عالٍ أو الفوز يزيدان من الإيرادات بشكل كبير، خلال آخر 21 نسخة من البطولة، وصل 15 ناديًا فقط إلى النهائيات (42 مقعدًا)، مما يبرز أن الوصول إلى أعلى مصادر الإيرادات الأوروبية محصور في مجموعة مختارة من الأندية.

ريال مدريد شارك (6 مرات)، وبايرن ميونخ (5)، وبرشلونة (4)، ودورتموند (مرتين) في 17 نهائيًا مع نماذج أندية غير ربحية، بالمقابل، خاضت 9 أندية ذات رأس مال خاص 19 نهائيًا (ليفربول، تشيلسي، إنتر، يونايتد، يوفنتوس، ميلان، أتلتيكو مدريد، توتنهام وأرسنال)، إضافة إلى نادييْن مملوكين للدولة (باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي) شاركا مرتين لكلا منهما.

النموذج الجمعوي يستطيع، بل ويجب عليه، أن يستمر في المنافسة في وجه الخصخصة المتزايدة لكرة القدم، قصة الحفاظ على نادي الأعضاء، الذي يُدار بطموح ودقة، تكتسب أهمية أكبر من أي وقت مضى في عصر كرة القدم الحديثة.

برشلونة حقق رقمًا قياسيًا في إيرادات يوم المباراة بفضل مباريات الكلاسيكو، مع توفر أكثر من 50% من سعة الملعب الأولمبي للبيع المباشر، تشكل المباريات ذات المستوى العالي فرصة لتعظيم الإيرادات، وهو ما استغله النادي جيدًا.

لكن هناك تساؤلات حول ضعف رغبة الأعضاء في الحصول على التذاكر الموسمية، مما يثير أسئلة عن مدى التزام المشجعين، أو عن احتمالية وجود نقص في الشفافية والاحترافية من جانب النادي في التواصل، والشرح، وتيسير الحصول على التذاكر.

العودة إلى كامب نو ستفرض على النادي إعادة التفكير في هذه العلاقة، والسعي لتحقيق توازن بين الإيرادات والولاء، من دون التأثير سلبًا على عضوية النادي.

سبوتيفاي حولت رعايتها إلى حالة نموذجية لتنشيط العلامة التجارية، حيث حقق النادي عوائد كبيرة من هذه الصفقة التي تُعد منخفضة التكلفة نسبيًا مقارنة بأندية كرة القدم الأوروبية الأخرى.

وتمكنت هذه الشراكة من تحقيق:

1. رؤية عالمية واسعة
2. حملات تسويقية
3. ارتباط قوي مع المشجعين، خاصة بفضل تعاون مع فنانين عالميين مثل ترافيس سكوت.

برشلونة يستطيع أن يفخر بأفضل عقد تسويقي في كرة القدم، وسبوتيفاي هو أبرز شركائه، في المرحلة القادمة، سيواجه النادي قرارات حاسمة حول تحديث الجزء الأمامي من قميص التدريب للموسم المقبل، وقميص المباريات اعتبارًا من موسم 2026/27، ومع جاهزية الملعب الجديد، سيكون هناك نقاش حول تسمية الملعب لعقد طويل يمتد حتى 20 عامًا.

بعد سنوات من عدم الاستقرار الرياضي والمالي، يبدو أن برشلونة يستعيد نجاحه الرياضي بفضل إرث لاعبيه المحليين الاستثنائيين وقيادة مدربه هانز فليك، لكن هذا الانتعاش لا يمكن فصله عن الأخطاء الهيكلية التي شهدها النادي مثل خفض قيمة اللاعبين، ورحيل الأساطير، وبيع الأصول، وتعيين شركاء وموردين بمخاطر مرتفعة.

السؤال الأهم: هل يستطيع برشلونة تعظيم دخله دون المساس بهويته؟ وهل يمكن بناء نموذج إداري قوي يسمح له بمواصلة المنافسة على أعلى مستوى، ويثبت أن هناك طريقة أخرى للفوز في كرة القدم، باختصار هل يستعد البارسا لطفرة غير متوقعة؟”.