القحص يقلب ذكريات 65 عاما في رحلة نقل الحجاج

فهرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
القحص يقلب ذكريات 65 عاما في رحلة نقل الحجاج, اليوم الاثنين 2 يونيو 2025 04:17 مساءً

تظلّ رحلة الحج إلى مكة المكرَمة إحدى أبرز التَّجارب التي يعيشها المسلم، حيث تتخلَّلها تحديات وذكريات لا تنسى، ففي الماضي كانت هذه الرحلة تتَّسم بالمغامرة والصُّعوبات، إذ كان الحجاج يواجهون ظروفًا قاسيةً أثناء تنقُّلهم مشيًا على الأقدام أو باستخدام الجمال والخيول، ولكن بعد توحيد السعودية، بدأت الأوضاع في التغيير، وتطورت وسائل النقل لخدمة ضيوف الرحمن من جميع أنحاء العالم.
وفي حديث لوكالة الأنباء السعودية، استعرض المواطن محمد حمد القحص ذكرياته عن أول رحلة حج له قبل أكثر من سبعين عامًا برفقة والده، التي استغرقت أربعة أيام للوصول إلى ميقات السَّيل الكبير في الطائف، منذ انطلاقهم من حي أبا السعود في مدينة نجران، عبر طريق الحصينية ـ يدمه، وصولًا إلى بيشة ثم الطائف، عبر طرق كانت ترابيةً حتى الوصول إلى الطائف، مستذكرًا حديث جدّه، الذي وصف كيف كانت رحلة الحج قديمًا أكثر صعوبة وعناء، حيث كان الحجاج ينطلقون بعد عيد الفطر، في رحلة تستغرق أكثر من 14 يومًا للوصول إلى مكَّة المكرَّمة ذهابًا، مستخدمين في سفرهم الجمال والدواب، والمشي على الأقدام كونها وسائل نقل.
وأشار إلى النِّعم، التي أنعم اللَّه بها علينا اليوم، حيث نتمتَّع بالأمن والاستقرار، وبما وفرته القيادة الحكيمة في هذا البلد من اهتمام ودعم لخدمة الحرمين الشريفين وزوَّارهما، سواءً كانوا حجاجًا أو معتمرين من داخل السعودية أو خارجها، فسهلت جميع الطرق والمعابر أمام ضيوف الرحمن للوصول إلى المشاعر المقدسة بكلِّ يسر وسهولة، ما أسهم في اختصار الوقت والجهد، ومكَّن الحجاج من تأدية مناسكهم بكلِّ روحانية وطمأنينة.
واستعاد الحاج محمد ذكرياته أثناء نقل الحجاج من نجران إلى مكة عن طريق سيَّارته الخاصة «شاحنة» ـ إحدى وسائل النقل القديمة المستخدمة في السعودية قبل أكثر من 60 عامًا- فكان صندوق السيَّارة مقسَّمًا إلى طابقين، علوي وسفلي، لنقل الرجال والنساء، كما كانت المؤن والمفارش والأدوات تربط على جانبي السيَّارة، مبينًا أن رحلة الحج من نجران كانت تستغرق نحو أربعة أيام للوصول إلى مكة المكرمة.
وبين أن الرحلة تنطلق بعد صلاة الفجر، ويستمرُّون في السَّير حتى وقت المغرب، حيث يتوقف الحجاج للصلاة، وتناول العشاء والمبيت في المكان المحدَّد، ويتولى الرِجال تجهيز المكان والترتيب، بينما كانت النساء مشغولات في تجهيز القهوة والطعام المتاح.
بعد ذلك، كانوا يجتمعون للتحدث مع بعضهم قبل النَّوم، ويستيقظون قبل الفجر لإعداد القهوة والإفطار الذي كان يتضمن السمن والبرُّ والزَّبيب والتَّمر والقهوة، وعقب ذلك يقومون بتجميع الأغراض استعدادًا للانطلاق بعد أداء صلاة الفجر مباشرةً، مستعرضًا بعض التحديات التي كانت تواجه السَّائقين على الطُّرقات، مثل الأعطال والتغريز بسبب الرمال، وكذلك تعاون السَّائقين فيما بينهم وتقديم المساعدة لبعضهم بعضًا، واعتمادهم على صيانة وإصلاح سيَّاراتهم وتغيير الزُّيوت والميكانيكا بأنفسهم.
وأكَّد القحص أن السعودية تشهد نهضةً حضاريَّةً وتنمويَّةً كبيرةً بفضل الله تعالى، ثم برعاية واهتمام من القيادة الرشيدة -أيدها اللَّه- ومن أبرز الشَّواهد على ذلك افتتاح التَّوسعة الأخيرة للحرم الشريف، إلى جانب ما وفَّر من إمكانات في المشاعر المقدسة من طرق ووسائل نقل وخدمات ومرافق تسهِّل على الحجاج أداء مناسكهم، في مشاهد لم يكن من الممكن تصديقها في الماضي، حيث أصبح المستحيل واقعًا تحت قيادة تكرِّس نفسها لخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن من جميع أنحاء العالم.


أخبار ذات صلة

0 تعليق