ما بين ماجد عبد الله أسطورة الكرة السعودية، وسالم الدوسري أحد أعلامها ونجومها، وركلات الجزاء عامل مشترك.
النجم الأسمر ممشوق القوام احتكر مقعد رأس الحربة في المنتخب السعودي أعوامًا طويلة. لم يجرؤ أحد على منافسته والاقتراب منه، وترك إرثًا صامدًا من الأرقام والإنجازات لم يمس على الرغم من مضي 31 عامًا على خلعه قميص المنتخب الأخضر، وليست ركلات الجزاء إلا جزءًا من احتكارية ماجد لكل شيء آنذاك،
بسبب جودته وقدراته.
في التاريخ الماجد، سدد ماجد 13 ركلة جزائية، أضاع أربع ركلات، إحداهن في مباراة غير رسمية، وبنسبة نجاح تتجاوز 69 في المئة، ومن حسن حظ المهاجم الفذ أن المباريات التي أخفق في جزائياتها لم يخسر فيها الأخضر أبدًا، ما ساعد على نسيان ما حدث وغيابه من الصفحات الراسخة في أذهان الجماهير.
في العام 1988 وحده أضاع المهاجم التاريخي ركلتي جزاء في بطولة واحدة هي كأس الأمم الآسيوية التي توج بها الصقور الخضر تحت قيادة البرازيلي كارلوس ألبرتو بيريرا.
لاحقًا وبعد أشهر فقط، توجه الأخضر إلى سنغافورة لخوض تصفيات القارة المؤهلة للمونديال المكسيكي، وفي أولى المواجهات أمام الصين، ركلة جزاء للأخضر تقدم لها نجم الوسط فهد الهريفي وأرسلها للشباك في وجود ماجد عبد الله على حدود القوس يرقب المشهد، غير معتاد على اللحظة مكتفيًا بدور المتابع فقط للمرة الأولى في تاريخه.
آنئذ.. أطل السؤال الكبير برقبته، هل امتنع ماجد عن تسديد الركلة بعد ضربتي آسيا المهدرتين؟ أم أن بيريرا منعه؟ أيًا كان الجواب وصاحبه.. المهم أن القرار كان صائبًا تمامًا، لا مجال للمغامرة، الحظ يعبس في وجهك يا ماجد، توقف.. ولا بد من الصد حتى الرضا.
سالم الدوسري، سدد في فترة قياسية 11 ركلة جزائية بقميص الأخضر، أهدر منها ست ركلات كلها ذهبت لأيدي الحراس، بنسبة نجاح لا تتجاوز 45 في المئة، هي نسبة متدنية لم تمنع الجناح الطائر من الاستمرارية رغم توالي الفشل في التسديد، ولم تدفع المتوالين في مكان بيريرا في إصدار قرار يحمي سالم من نفسه والأخضر منه، ويدير الأمور بحكمة تبقي الجميع في الملعب.. الأخضر وسالم وبدلاء بيريرا.. ربما كل شيء تغير حتى الاعتراف بالحظ العابس.